لجنة الإنقاذ الدولية: تفاقم الأزمات الإنسانية العالمية في 2024

أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية أي آر إس أن عام 2024 من المتوقع أن يشهد تفاقم الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. ويسلط تقرير لجنة الإنقاذ الدولية، الصادر مؤخراً، والذي تم تفصيله في قائمة مراقبة الطوارئ لعام 2024، الضوء المناخ وتفاقم الصراعات المسلحة وتزايد أعباء الديون وتقلص الدعم الدولي باعتبارها عوامل رئيسية تبني عليها هذه التوقعات القاتمة.

لجنة الإنقاذ الدولية: تفاقم الأزمات الإنسانية العالمية في 2024

وفي قائمة مراقبة الطوارئ لعام 2024، أشارت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا إلى أن 20 دولة موجودة بالأساس في أفريقيا معرضة لأكبر خطر لتدهور الوضع الإنساني في العام المقبل، جاء التقرير، كما أفادت رويترز، بعد ارتفاع عدد من يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام إلى 300 مليون، بينما ارتفع عدد الذين أجبروا على الفرار من منازلهم إلى 110 ملايين.

وقال ديفيد ميليباند رئيس لجنة الإنقاذ الدولية في بيان “هذا هو أسوأ الأوقات”، داعيا إلى مزيد من التركيز على التكيف مع المناخ وتمكين المرأة والخدمات المصرفية التي تهتم بمصلحة “الناس أولا”، ودعم النازحين واتخاذ إجراءات لوقف الإفلات من العقاب، ويؤكد التقرير على تأثير تغير المناخ باعتباره المحرك الرئيسي لهذه الأزمات، وتؤدي الظواهر الجوية المتطرفة، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، إلى انعدام الأمن الغذائي، وندرة المياه، ونزوح الناس، وفي المناطق التي تعاني بالفعل من زعزعة الاستقرار بسبب الصراعات، تزيد هذه التحديات الناجمة عن المناخ من تفاقم معاناة السكان الضعفاء.

وتواصل النزاعات المسلحة، وهي عامل مهم آخر ورد في تقرير لجنة الإنقاذ الدولية، تواصل تدمير العديد من المناطق، لتخلّف وراءها مظاهر الدمار والنزوح والاحتياجات الإنسانية، إن الصراعات الجارية لا تعطل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات فحسب، بل تعيق أيضا إيصال المساعدات بشكل فعال إلى من هم في أمس الحاجة إليها، كما أن تحذير لجنة الإنقاذ الدولية هو بمثابة دعوة للمجتمع الدولي للتدخل، كما يحث على إعادة تنشيط الجهود الرامية إلى التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره، وزيادة الاستثمار في حل النزاعات، وتجديد الالتزام بدعم الدول التي تتصارع مع هذه التحديات المعقدة.

علاوة على ذلك، يسلط التقرير الضوء على ضرورة إيجاد حلول مالية مبتكرة لمعالجة أزمة الديون المتفاقمة في العديد من البلدان الضعيفة، وكثيراً ما تحد هذه الضغوط المالية من قدرة الحكومات على الاستجابة بشكل مناسب لحالات الطوارئ الإنسانية، مما يستلزم المساعدة الدولية ومبادرات تخفيف عبء الديون، في الختام، تعد قائمة مراقبة الطوارئ لعام 2024 الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية بمثابة تذكير حاسم بالتحديات الإنسانية المتصاعدة التي تواجه العالم، والتي تتطلب استجابة جماعية وعاجلة من قادة العالم والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي للتخفيف من آثار هذه الأزمات وحماية حياة ورفاهية الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.